moksha
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 29/04/2010
| موضوع: انصت لكلام الله ,,, الخميس أبريل 29, 2010 11:33 am | |
| أنصت لكلام الله د . عائض القرني
هدئ أعصابك بالإنصات إلى كتاب الله , تلاوة ممتعة حسنة مؤترة من كتاب الله , تسمعها من قارئ مجود حسن الصوت تصلك إلى رضوان الله عز وجل , وتضفي على نفسك السكينة وعلى قلبك يقيناً وبرداً وسلاماً .
كان صلى الله عليه وسلم يسمع القرآن من غيره , وكان صلى الله عليه وسلم يتأثر إذا سمع القرآن من سواه , وكان يطلب من أصحابه أن يقرؤوا عليه , وقد أنزل عليه القرآن هو , فيستأنس صلى الله عليه وسلم ويخشع ويرتاح . إن لك فيه أسوة أن يكون لك دقائق , أو وقت من اليوم أو الليل تفتح فيه المذياع أو المسجل , لتستمع إلى القارئ الذي يعجبك وهو يتلو كلام الله عز وجل .
إن ضجة الحياة وبلبلة الناس , وتشويش الآخرين , كفيل بإزعاجك وهد قواك , وبتشتيت خاطرك . وليس لك سكينة ولا طمأنينة , إلا في كتاب ربك وفي ذكر مولاك :
{ الَّذِيْن آَمَنُوْا وَتَطْمَئِن قُلُوْبُهُم بِذِكْر الْلَّه أَلَا بِذِكْر الْلَّه تَطْمَئِن الْقُلُوْب } .
يأمر صلى الله عليه وسلم ابن مسعود , فيقرأ عليه من سورة النساء فيبكي صلى الله عليه وسلم حتى تنهمر دموعه على خده , ويقول : [ حسبك الآن ] .
ويمر يأبي موسى الأشعري , وهو يقرأ في المسجد فينصت له , فيقول له في الصباح : " لو رأيتني البارحة وأنا أستمع لقراءتك " , قال أبو موسى : لو أعلم يا رسول الله أنك تستمع لي , لحبرته لك تحبيراً . عند ابن أبي حاتم يمر صلى الله عليه وسلم بعجوز , فينصت إليها من وراء بابها , وهي تقرأ
. . .
{ هَل أَتَاك حَدِيْث الْغَاشِيَة }
تعيدها وتكررها , فيقول : [ نعم أتاني , نعم أتاني ] . إن للاستماع حلاوة , وللإنصات طلاوة . إن للقرآن سلطاناً على القلوب وهيبة على الأرواح , وقوة مؤثرة فاعلة على النفوس .
عجبت لأناس من السلف الأخيار , ومن المتقدمين الأبرار انهدوا أمام تأثير القرآن , وأمام إيقاعاته الهائلة الصادقة
النافذة :{ لَو أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْأَن عَلَى جَبَل لَّرَأَيْتَه خَاشِعَا مُّتَصَدِّعا مِن خَشْيَة الْلَّه } .
إن التشويش الذي يعيشه الإنسان في الأربع والعشرين ساعة كفيل أن يفقده وعيه , وأن يقلقه , وأن يصيبه بالإحباط , فإذا رجع وأنصت وسمع وتدبر كلام المولى , بصوت حسن من قارئ خاشع , ثاب إليه رشده , وعادت إليه نفسه , وقرت بلابله , وسكنت لواعجه . إنني أحذرك بهذا الكلام عن قوم جعلوا الموسيقى أسباب أنسهم وسعادتهم وارتياحهم , وكتبوا في ذلك كتباً , وتبجح كثير منهم بأن أجمل الأوقات وأفضل الساعات يوم ينصت إلى الموسيقى , بل إن الكتاب الغربيين الذين كتبوا عن السعادة وطرد القلق , يجعلون من عوامل السعادة الموسيقى . { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية } . { سامراً تهجرون } .
إن هذا بديل آثم واستماع محرم , عندنا الخير الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم , والصدق والتوجيه الراشد الحكيم الذي تضمنه كتاب الله عز وجل :
{ لَا يَأْتِيَه الْبَاطِل مِن بَيْن يَدَيْه وَلَا مِن خَلْفِه تَنْزِيْل مِن حَكِيْم حَمِيْد } .
فسماعنا للقرآن سماع إيماني شرعي محمدي سني
{ تَرَى أَعْيُنَهُم تَفِيْض مِن الْدَّمْع مِمَّا عَرَفُوْا مِن الْحَق }
وسماعهم للموسيقى سماع لاه عابث , لا يقوم به إلا الجهلة والحمقى والسفهاء من الناس { وَمِن الْنَّاس مَن يَشْتَرِي لَهْو الْحَدِيْث لِيُضِل عَن سَبِيِل الْلَّه } . | |
|